أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - نافذة على مزاب - أعلام ومشائخ - الشيخ شريفي سعيد (الشيخ عدون)

نافذة على مزاب

الخميس 12 ديسمبر 2013

الشيخ شريفي سعيد (الشيخ عدون)

د. مصطفى بن صالح باجو

بسم الله الرحمن الرحيم، ضمن “رجال صدقوا” إلى الشيخ المربي المخلص، والمجاهد الصابر، والدؤوب المثابر، والقائد الرائد، وما شئت من صفات الكمال البشري، ممن يصطفى ربك من عباده المخلَصين، فيجعلهم ورثة الأنبياء والمرسلين، ويبؤوهم مراتب الصدّيقين والصالحين. من مدينة القرارة أبونا الروحي الشيخ عدون.

الاسم واللقب: سعيد بن بالحاج بن عدون بن الحاج عمر.  اللقب: شريفـي.

اسم الشهرة: الشيخ عدون.

المولد: رأى نور الحياة سنة 1319هـ / 1902م بمدينة القرارة، ولاية غرداية. (وادي ميزاب. جنوب الجزائر).

الدراسة: بين سنتي 1910-1912 زاول تعَلُّمَه الأول بالقرارة في كُـتَّاب السيد إسماعيل بن يحكوب، وفي المدرسة الرسمية لدى المعلم الطالب محمد.

وفاة والده: في سنة 1912 توفي والده وبذمته مغارم فبيعت دار سكناه، وكفله خاله أحمد بن الحاج سعيد جهلان.

السفر: في سنة 1912 سافر إلى مدينة سريانه بولاية باتنة للكسب والعمل اضطرارا واحتياجا، وعمره عشر سنوات.

سنوات الغربة: قضى سنوات 1912-1915 بمدينة سريانة أجيرا مخلصا في محل تجاري، وتلميذا نجيبا بالمدرسة الرسمية، ولكن لم تسعفه ظروف العمل في الدكان لإجراء الامتحانات فانقطع عن المدرسة.

العودة إلى القرارة: في سنة 1915 عاد إلى القرارة إثر قيام الحرب العالمية الأولى، وانتظم بمدرسة الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم ﭬرﭬر “الطرابلسي”، وختم الربع الأخير من القرآن الكريم.

إلى الغربة من جديد: في سنة 1915 عاد إلى مدينة سريانة ليتفرغ للعمل فقط دون التعلم فكان حاذقا لبيبا كسب ثقة زبائنه ومستخدميه.

وعاد الطائر إلى عشه: في سنة 1919 عاد إلى القرارة للزواج، ودخل مدرسة الشيخ الطرابلسي ثانية، وبعد سبعة أشهر استظهر القرآن الكريم.

الزواج: في سنة 1919 تزوج بالسيدة عائشة بنت الحاج سعيد بن كاسي بسيس.  وأنجب منها ثلاثة ذكور وبنتين، ثم توفيت سنة 1956، فتزوج ثانية بالسيدة صفية بنت الحاج صالح خياط، وأنجب منها ابنا وبنتا.

وفاة كافله: في سنة 1920 توفي كافله فتحمل أعباء رعاية أفراد أسرته، رغم تبرمه من مرارة الاغتراب والعمل في التجارة.

دخول  حلقة إروان: في سنة 1920 انخرط في هيئة “إيروان”، التي تضمّ حفظَة القرآن.

دخول معهد الحاج عمر يحي: في السنة نفسها 1920 دخل معهد الشيخ الحاج عمر بن يحيى طالبا.

التمهيد لمعهد الحياة: بعد وفاة شيخه الحاج عمر بن يحيى سنة 1921. شارك في جلسات متوالية لإصلاح التعليم رفقة الشيخ بيوض، كانت تلك الجلسات منطلق النهضة العلمية المعاصرة بميزاب.

تأسيس معهد الحياة: في سنة 1925 تأسس معهد الحياة “مدرسة الشباب” سابقا بإشراف الشيخ بيوض وتولى الشيخ عدون نظارة المعهد والتدريس به من أول يوم، ثم أصبح مديرا له  بداية من الأربعينيات حين تفرغ الشيخ بيوض لقضايا الأمة العامة, وظل الشيخ عدون على رأس إدارته إلى يوم وفاته سنة 2004م.

التدريس بالمعهد: ولى التدريس بالمعهد منذ نشأته، واستمر في رسالته أستاذا للغة العربية وعلومها، والأخلاق إلى سنة 1988.

جريدة الشباب: أنشأ السيد حمو بن عمر لقمان جريدة الشباب سنة 1926 باسم “القرارية” ثم تولى الشيخ عدون حمل رايتها بعده بقليل. وهي مجلة  يصدرها طلبة المعهد أسبوعيا. وتكوّن منها رصيد مهم يصور مرحلة ذهبية من نشاط وإنتاج طلبة المعهد من الثلاثينيات إلى نهاية خميسينيات القرن العشرين.

جمعية الشباب: أنشأ الجمعيات الأدبية بالمعهد بعد انطلاق المعهد بزمن يسير، وعملت جمعية الشباب على التكوين الثقافي والاجتماعي للطلبة، وتدريبهم في ميادين الخطابة والشعر والإنتاج الأدبي والمناظرات.

الكتابة في صحافة أبي اليقظان: في سنة 1926 شارك بأول مقال في جريدة “وادي ميزاب” بعنوان «جولة في وادي ميزاب».

إدارة صحافة أبي اليقظان: في سنة 1930 خلف الشيخ أبا اليقظان في إدارة جريدة “المغرب” وأقام مدة شهر في الجزائر لهذه المهمة، ثم خلفه ثانية لمدة سنة كاملة عام 1936. حين كان يصدر جريدة “الأمة”.

متابعة دروس التفسير: تابع دروس تفسير القرآن الكريم للعلامة الشيخ بيوض في مسجد القرارة، وقد استمرت تلك الدروس خمسا وأربعين سنة من عام 1935 إلى 1980م، لم يتخلف عنها وهو موجود في القرارة إلا مرة واحدة لمصلحة عامة ضرورية. إنشاء جمعية الحياة: شارك في تأسيس جمعية الحياة التي ترعى مشروع التعليم بالقرارة, وذلك سنة 1937م، وكان أمين مال الجمعية، وبعد وفاة رئيسها الشيخ بيوض سنة 1981م أصبح رئيسا لها إلى يوم وفاته.

عريف إيروان: في سنة 1938 عين عريفا لحلقة إيروان بالقرارة. وهو المتولّي لتدبير شؤون الحلقة من حفظة القرآن، الذين يعدّون رديف حلقة العزابة في مهامها الدينية.

دخول حلقة العزابة: في سنة 1943 اختير عضوا بحلقة العزابة بالقرارة، ثم أصبح رئيسها بعد وفاة الإمام الشيخ بيوض، وظل كذلك إلى يوم وفاته.

تأسيس نادي الحياة: في سنة 1938 شارك في تأسيس نادي الحياة، وهو نادٍ ثقافي مفتوح للجميع للتدريب في ميادين الخطابة والشعر والتمثيل.

جولات التبرع: 1940قام بأول جولة لجمع الاشتراكات لصالح جمعية الحياة في الناحية الشرقية للوطن والعاصمة ونواحيها، ثم توقفت الجولة سنة 1943، لظروف الحرب العالمية الثانية، ثم أصبحت جولة سنوية شاملة لنواحي القطر لم ينقطع عنها إلى وفاته سنة 2004م.

تأسيس الكشافة الإسلامية: في سنة 1946 ساهم في تأسيس فرع الكشافة الإسلامية في القرارة، التابع للكشافة الإسلامية الجزائرية.

تأسيس جمعية القدماء: 1948شارك في تأسيس جمعية قدماء التلاميذ الذين درسوا في معهد الشيخ بيوض، وهي جمعية تهتم بالشؤن العامة الثقافية والاجتماعية لهؤلاء الخريجين.

وحدة التعليم والتفتيش: 1948عيِّن مفتشا عاما للمدارس الخاصة بوادي ميزاب ومدن التل التي أنشأتها جمعييات الإصلاح، وظل في مهمة التفتيش إلى أوائل الثمانينيات.

رئاسة عمي سعيد: في سنة  1989 عيِّن رئيسا لمجلس عمي سعيد خلفا للشيخ الحاج محمد بابانو وبقي في منصبه إلى يوم وفاته.

رئاسة الكرثي: في سنوات الثمانينيات أحيى الغيورون على مصالح المجتمع مجلس باعبد الرحمن الكرثي المختص بتدبير شؤون الأمة العامة في مجالات العمران والسياسة، وكان الشيخ عدون رئيس المجلس كذلك.

نتاجه وآثاره: في سنة 1989 أسس مع ثلة من أبنائه المخلصين جمعية التراث بولاية غرداية، للحفاظ على التراث الفكري والحضاري لميزاب وإحيائه، وتحقيقه ونشر كنوزه، فكان رئيس الجمعية إلى يوم وفاته. وقد عملت الجمعية قبل ترسيمها لبضع سنين بجهود مخلصة من الباحثين على رأسهم الدكتور محمد ناصر، والشيخ إبراهيم قرادي رحمه الله.

الرحيل إلى دار الخلود: •    عشرات المقالات التي أثرى بها جريدة الشباب بمعهد الحياة، وما يناهز مائة وخمسين مقالة كان يرصع بها جرائد الشيخ أبي اليقظان. •    مئات الرسائل المتبادلة مع أقطاب الحركة الإصلاحية، والتي تعد وثائق تاريخية لفترة حاسمة غنية بالأحداث عرفتها الجزائر وميزاب في القرن العشرين. •    آلاف الشباب ممن صنع على عينه، وارتوى من معينه، وصدروا سرجا تنير للناس دروب الحياة. وتوزعوا في أقطار الجزائر وخارجها في مختلف المجالات. •    مئات الدروس التي كان يلقيها في المسجد والمناسبات العامة والخاصة. بعضها مسجل وكثير لم تستوعبه الآلات، وإن وعته الضمائر والقلوب. •    كتاب معهد الحياة نشأته وتطوره.

تأسيس جمعية التراث: أسلم الروح إلى بارئها  في سحر يوم الثلاثاء 19 رمضان 1425هـ / 2 نوفمبر 2004م وعمره 102 سنة، وشيعت جنازته صبيحة الأربعاء 20 رمضان 1425هـ / 3 نوفمبر 2004م

المصدر: مزاب ميديا

إضافة تعليق