أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - كلمة أمين الجماعة لأعيان قصر غرداية

أحداث ومحطات

الأحد 6 جويلية 2014

كلمة أمين الجماعة لأعيان قصر غرداية

مجلس الأعيان

كلمة أمين الجماعة لأعيان قصر غرداية في الوقفة الاحتجاجية الحضارية

يوم الأحد 06 جويلية 2014 بساحة السوق

  بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين

أيها الشعب الجزائري العظيم

مرجعيتَنا المُوقرة أعضاء حلقات عزابة القصور

هيئاتَنَا العُرفيةَ المبجلة

إطاراتَنا مثقفينا شبابَنا الصامدين الصادقين المخلصين

أيها السكان والمتساكنون المتجاورون الأبرياءُ النظيفةُ أيديهم وألسنتُهم في هذه الولاية المتميزة المستهْدَفَة...

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته،   وبعد

      ها نحن نحتفل بذكرى الاستقلال الوطني، الذكرى الغالية على كل جزائري وجزائرية، ذكرى دونها قوافل من الشهداء والمجاهدين، في جميع ربوع الوطن، بذلوا النفس والنفيس من أجل الجزائر، 130 عاما من الاستعمار البغيض انتهت بعودة الجزائر إلى طُهرها عودتها أرضًا وقفًا للشهداء، مقدسةً طاهرةً قبلةً للأحرار ولله الحمد والمنة.

  شاء الله سبحانه وتعالى أن يمتحن ويبتليَ قطعةً من هذا البلد العزيز هي قطعة وادي مزاب بولاية غرداية، هذه المنطقة منذ أمد لا نقول هو تسعة أشهر اعتبارا من شهر أكتوبر 2013، بل قبل ذلك بكثير، تعاني الابتلاء، ولله أن يبتليَ ويعفوَ متى شاء وكيفما أراد، ونحن راضون بقضاء الله وقدره، وكلنا دعاء لله وحده أن يعفو ويغفر ويرفع عنا هذه المصائب.

      المصائب اقترفها ويقترفها الإنسان جارُنا، يُخطط لها يُدبّر أمرَها يُحكِم قبضتَها، يُشقيه الله بارتكاب الإجرام من قتل للأنفس البريئة وسرقة لأموال الناس وممتلكاتهم بل وتخريبها وحرقها: سقطت الضحية الأولى ثم الثانية ثُم... فثُمَّ... فثُمَّ وهاهي الضحية التاسعة تسقط في أول يوم من رمضاننا الحزينِ لهذا العام، نهبُ العشرات بل المئات من البيوت والمحلات التجارية وتخريبُها وحرقُها، إتلاف العشرات بل المئات من المزارع بما فيها من دواب وآبارً وعتادً ومزروعات،

      منذ ما يزيد عن تسعة أشهر، نحن في هذه الولاية وفي عاصمتها التاريخية بالذات، نعاني الاعتداءات المتكررة المتنوعة المخطَّطَة وهي على الترتيب التالي:

    ـ اعتداءات على الأموات، وأي عقل أو عاقل يقترف ما اقتُرف في حق القبور والمقابر في وادي مزاب؟

    ـ الرشق بالحديد والحجارة والمولوتوف والغاز المسيل للدموع، مِن على المآذن التي رفعها الله لتُرفَع منها كلمة التوحيد:

الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله،

ثم تُستعمل في الآونة الأخيرة للإطلالة على سطوح الناس، والعُرف المتَّبَعُ عند المزابيين وجيرانهم المذابيح في المنطقة منذ القدم ألَّا يصعد الرجال السطوح إلا بعد الاستئذان، وهو إجراء حضاري راق.

    ـ الاعتداء بالقتل مع سبق الإصرار والترصد لثمانية شهداء سقطوا في مواطن سكناهم دفاعا عن النفس، ثم كان التاسع في شهر رمضان شهر الأمن والأمان، بل في أول يوم منه، وليس ذلك صدفةً في شيء، قُتل في حي يسكنه مختلف عروش العرب في بوهراوة، وذهب إلى ربه صائما، وهرب قتلتُه جبناءَ من قبضة الأمن، وهل يهربون من قبضة رب الشهيد ورب الأمن رب العالمين؟ ثم إن هؤلاء الشهداء كلهم من بني مزاب ولم يقتل المزابيون أحدا.

    ـ إحراق المئات من المحلات التجارية والورشات الصناعية، بعد نهبها وتخريبها في عمليات ظلت تتصاعد وتيرتُها وتتسارع مع الأيام منذ أكثر من خمس سنوات، حتى غدا الاضطراب في ولاية غرداية، وغرداية لوحدِها في كامل التراب الوطني، من أجل الاعتداء بنهب وسرقة المتاجر المزابية، وتُقصد الاضطرابات لهذا الغرض وقد تحميها السلطات الأمنية.        

    ـ إحراق المئات من السكنات المزابية في أحياء المجاهدين والتوزوز وبوحديبة العين وشعبة النيشان وثنية المخزن والحاج مسعود ومرماد، وكلها أحياء لعروش الشعانبة والمذابيح، وأتحدى أيا كان إنْ أحرق المزابيون محلا أو سكنا لغيرهم قبل شهر مارس 2014م، أي بعد أربعة أشهر من التخريب واللصوصية والصبر على الاعتداء، وبلغ الأعراب في ذلك المدى الذي لا يُقبلُ السكوتُ عنه شرعا، وصبر المزابيون كل تلك الفترة مخافة الله أولا، وانطلاقا من حضارتهم البناءة التي لا تعرف التخريب واللصوصية، فوجب الرد بالمِثْلِ الرادع الذي لا يبلغ معشار ما اقترفه الآخرون في حق ممتلكات المزابيين السكنية والتجارية والصناعية والزراعية.

    ـ الاعتداءات اللفظية والجسدية في المدارس والمتوسطات والثانويات، وفي أقسام الدراسة نفسِها، بل وفي الجامعة حيث التعليم العالي، على الذَّكر والأُنْثى كليْهما وفي الحافلات وفي الشوارع بما لا يتصوره عاقل إطلاقا،

    ـ الخوفُ واللاأمنُ والرعبُ والإرهابُ كلها طالت المجتمع منذ أكثر من نصف عام، القنابل المسيلة للدموع التي خَنَقتْ الكبار والعجائز والحوامل والرضع واستُشهِد عدد منهُم ومنْهُن، وذهب إلى ربه يشكو ظلم العباد وظلم بعضِ رجالِ الأمنِ والدركِ وبعضِ المسؤولين المحليين والمركزيين.

    ـ إن الذي آلمنا كثيرا أن بعضَ القتلة المجرمين لا يزالون أحرارا يهددوننا بالقتل، وكثيرا من المجرمين الذين سرقوا وأحرقوا وأتلفوا الممتلكات يجوبون الشوارع ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، آمنون مطمئنون منذ الاعتداءات الأولى.

    ـ ومما آلمنا كثيرا أن المسروقات لم يُسْتَردْ منها قليلٌ ولا كثيرٌ، وإن تعْجبْ فعجبٌ أن اللصوص والمجرمين يمنعون أصحاب المحلات والمزارع والسكنات من زيارة ممتلكاتهم، فهي من غنائمِهم الخبيثة ومن سُحتِهم الذي يملؤون به بطونهم وبطون ذريتهم، فأين الدولة؟ وأين الأمن؟

    ـ لا نزال ننادي أين الدولة؟ أين الأمن؟ أين هي السلطات المحلية؟ أين هي السلطات المركزية؟ أين هي الوعود؟ أين هي العهود؟ كم مسؤولا كبيرا جاء زائرا للمنطقة حمل المطالب ووعد بالكثير إلا أنه لما غادر نسِيَنا أو عجز عن تنفيذ وعوده وعهوده،

    ـ مَن وراء هذه الفتن؟ ماذا يُراد بها؟ لِمَ استهدافُ وادي مزاب؟ لم استهداف المزابيين؟ لمصلحة منْ بقيتْ الفتنةُ قائمة وامتدتْ لشهور ولا تزال؟ هل عجز النظام القائم عن إيجاد الحل أم له مصلحة في بقائها؟ هل الدولة ضعيفة إلى هذا الحد لا تستطيع توفير الأمن لموطنيها؟

    ـ هل يعلم السيدُ رئيس الجمهورية بما يجري في وادي مزاب؟ هل أعطى تعليماته الصارمة ولم تُنفَّذ؟ هل عجْزُه الصحي أثَّر عليه بحيث لا يستطيع الحسم في قراراته؟ هلْ وهلْ و هلْ وهلْ؟؟؟

    ـ إننا في مفترق طرق خطير وإننا من على هذا المنبر ندعو الشعب الجزائري العظيم أن يقف إلى جانبنا في ولايتنا، نحن المزابيين المستهدفين في هُويتنا وفي حضارتنا وفي ممتلكاتنا.

    ـ ندعو الشعب الجزائري العظيم للضغط على أجهزة الدولة لتحسم الفتنة وتقبض على القتلة والمجرمين واللصوص ومن معهم من المتواطئين في أجهزة الأمن.

    ـ  ندعو الشعب الجزائري العظيم أن يُنقذ الجزائر من فتنة عامة لا تُبقي ولا تذر، بدأنا نرى علاماتها في الأفق، وقد أدرك خطورتها بعض الزائرين الأوفياء للمنطقة من أجل الوساطة.

    ـ ندعو الشعب الجزائري العظيم إلى اليقظة، لحماية أرض الجزائر من المخربين والخونة، لحماية وحدة التراب الوطني ووحدة الأمة الجزائرية، وأي تهاون أو غفلة في هذا سيشقى به الوطن طويلا وما يُعرف بالربيع العربي على الأبواب إن لم ندفعه بهَبَّة حقيقية شاملة.

أيها الشعب الجزائري العظيم، كن معنا، كن مع المظلومين، كن مع أولياء القتلى وأهلِهم وذويهم، كن مع من أُحرِقَت دياره ومحلاته ومزارعه، انصر أخاك المظلوم برد الظلم عنه واسترداد حقوقه المعنوية والمادية، وكن مع أخيك الظالم بردعه عن ظلمه، ومهما سمعتَ وقيل لك فإن الأرقام مهولة في جانب المزابيين قتلا وحرقا وتخريبا وترهيبا وتخويفا، أما عند الطرف الآخر فهي دونها بعشرات المرات وهي في عمومها رد فعل ودفاع عن النفس لا غير.

والله على ما نقول شهيد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ولو كان نظامُ هذا البلد المُفَدَّى.

تحيا الجزائر المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

 

    ألبوم صور الوقفة الكبرى للمجتمع المزابي بغرداية (أحباس)

    ألبوم صور الوقفة السلمية الرابعة أمام دار الصحافة الطاهر جاووت بالجزائر العاصمة


     ألبوم فيديو الوقفة الكبرى للمجتمع المزابي بغرداية (أحباس)

 

 

إضافة تعليق