أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - خطبة يوم الشهيد

أحداث ومحطات

الخميس 21 أوت 2014

خطبة يوم الشهيد

حني بكير بن موسى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وعلى آله و صحابته و من تبعه بإحسان واهتدى بهديه إلى يوم الدين

 

أما بعد:

- سيادة والي ولاية غرداية المحترم

- سيادة رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية غرداية المحترم

- حضرات قائد القطاع العسكري العملياتي لولاية غرداية المحترم

- حضرات قائد مجموعة الدرك الوطني لولاية غرداية المحترم

- حضرات رئيس الأمن الولائي لولاية غرداية المحترم

- حضرات رئيس قسم الأمن العسكري للتحقيق و التحري لولاية غرداية المحترم

- السادة أعضاء البرلمان قدماء و آنيين المحترمين

- السادة أعضاء المجلس الولائي برؤساء الدوائر المحترمين

- السادة أعضاء مجلس الشعبي الولائي لولاية غرداية المحترمين

- السادة رؤساء و أعضاء المجالس الشعبية البلدية لولاية غرداية  المحترمين

- إخواني المجاهدين و الأسرة الثورية المحترمين

- رؤساء و أعضاء الإتحادات و الأحزاب و الجمعيات و التنظيمات بمختلف أنواعها  المتعددة المحترمين لولاية غرداية.

- السادة أئمة المساجد و الهيئات وحلقات العزابة المحترمين

- السادة أعيان البلد والهيئات العرفية لولاية غرداية المحترمين

- السادة رجال وسائل الإعلام المرئية المقروءة و المسموعة المحترمين

- أيها الحضور المحترم السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. 

 

أيها السادة الأكارم

    مجيؤنا إلى هذا المكان المقدس الذي استمد قدسيته من أنه ليس كغيره من الأماكن إطلاقا زاخر برموز الثورة فهي محفوفة بنا و في وسطنا  مجتمعة ناطقة و بفصاحة بالغة.

 

القرآن الكريم:                                                                                                                                                                             

    منقوش على المعلم التذكاري فهي ثورة قائمة باسم الله { يأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.الأية 7سورة محمد  -ص-

 

المعلم التذكاري:                                                                         

    على شكل بندقية {و أعدو لهم ماستطعتم من قوة}من الأية 60 سورة الأنفال  منقوش عليه أسماء الشهداء الأبرار رحمهم الله.

 

القبور الرمزية للشهداء :

     هم البواسل أحياء عند ربهم يرزقون  لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

المجاهدون :

    الذين أمد الله في حياتهم زملوا هؤلاء الشهداء و دفنوهم في قبورهم العطرة و لا محالة أنهم الأمناء لعهدهم راعون لمسيرة الشعب بعد الإستقلال.

النشيد الوطني :

    القوي في ألفاظه و في فقراته و سبكها المثالي و الشديد في توعداته و الواضح في وعوده و إلتزاماته و أشهد لنا ولمن يأتي بعدنا - الله و الملائكة ومن على وجه الأرض أننا عاقدون العزم أن تحيا الجزائر واحدة موحدة.

العلم الوطني :

    يرفرف فوق رؤوسنا شامخا جميل بألوانه و غني جدا برموزه وأبعادها.

 

الأسرة الثورية

   إمتداد لهؤلاء الشهداء الأبرار و المجاهدين في تعهدهم و تضحياتهم و الوفاء و حفظ الأمانة.

 

أيها السادة الأكارم:

    متفقون معي أننا موجودون في هذا المكان المقدس كخلاصة و نخبة عليها تقع مسؤولية شعب الولاية و نحن واقفون أمام تلك الرموز ببساطة كاملة لا فرش و لا أرائك ولا كراسي و لا شعارات معلقة لأن المكان هو ذاته شعار مفتوح ناطق بوضوح و بكل اللغات و اللهجات........الخ.

أيها السادة و ياأيتها النخبة المسؤولة

     إسمحو لي أن أعبر لكم عما ينطق به لسان الشهيد البار فهو يقول ويخاطبكم.

 

ياشعب شمال ولاية غرداية

     جئتم لزيارتي و أنا حاظر بينكم لأني موجود عند ربي حي يرزق تتقدمكم اللجنة الولائية للأمن لتكون شاهدة بيننا و لا بد لكل مزور أن يكرم زائره فإن إكرامي لكم هو التأسف العميق و الحسرة الشديدة على كل ما اقترفتموه و بكل بشاعة و شناعة من بأس شديد بينكم و أنتم مسلمون سفك للدماء, جرحى و قتلى, و هتك للحرمات و استحلال للأموال, نهب, سرقة, تخريب ,حرق للديار و الدكاكين بعد إخراج أهلها منها ,و كذا البساتين, كل ذالك يعد بالمئات و العشرات, و فتك بالحيوانات,ونيلا و إعاقة للجسم و الحواس خاصة العيون ,في جو من الرعب و الخوف الجسيم للعجزة والأطفال و النساء إلى آخره من مأساة و ويلات يندى لها الجبين يأباها العقل و لا مبرر لها عند الله و عند الناس.

 

لسان حال الشهداء يقول:

    جئتم لتزوروني و أنتم في هذا الوضع المؤلم جدا لأزيد من ثمانية أشهر فأنا ممتعض عند ربي أشد الإمتعاض و أنا أسائل نفسي

   هل هم نزلاء لبعضهم البعض, للجميع أصل أمازيغي عربي و أصالة  مالكية      إباضية بالمنطقة ألف بينهم الإسلام والوطن الجزائري ؟

و هل لم يتعاملوا و لم يتجاوروا و لم يتخالطوا مع بعضهم في كل المجالات؟

 

و بقيت أتساءل أيضا كشهيد جئتم تزوروني:

    ماهي المنطلقات و المبتغى من هذه الفتنة العارمة المتوحشة؟

من هو المبتدئ ؟و من هو المهاجم؟ و من هو المدافع ؟ومن هو الظالم ؟ومن هو المظلوم ؟؟؟؟؟

سمعت أن كلا منكم يحاول و بكل قوة الإستحواذ و الإستئثار على الجانب الإيجابي لكل تلك الأسئلة حتى اختفى الجانب السلبي منها فكل طرف يحاول تبرئة نفسه و إلقاء اللائمة على الطرف الآخر.

 

فأنا شهيد عند ربي حي أرزق أقول:

    إن الله تعالى قد حل لكم هذا اللغز المبهم في القرآن الكريم في قوله تبارك و تعالى {بلالإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره} الآية 15 سورة القيامة

و يقول {يعلم الجهر و ما يخفى} الآية 7 سورة الأعلى

و يقول {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خا فية}الأية 18 سورة الحاقة

و يقول {إنه يعلم الجهر من القول و يعلم ما تكتمون و إن أدري لعله فتنة لكم و متاع إلى حين قل ربي احكم بالحق و ربنا الرحمان المستعان على ما تصفون } الآيات 110-111-112 سورة الأنبياء

 

أنا شهيد عند ربي حي أرزق جئتم لتزوروني أقول:

    حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن لكم كما يقول الرسول الله -ص-

أنصفوا بعضكم, ردوا المظالم, توبوا إلى رشدكم و إلى قرآنكم وسنة نبيكم -ص- و استغفروا ربكم إنه كان غفارا, من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله 

{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرةشرا يره }الآية 8 سورة الزلزلة

حينئذ ترضون ربكم و تريحون أولي الأمر منكم و قديما قالو لو أنصف الناس لاستراح القاضي.

 

أنا شهيد عند ربي حي أرزق جئتم لتزوروني:

   بمناسبة الذكرى المزدوجة للهجوم القسنطيني 1955 و عقد مؤتمر الصومام 1956 منعرجين هامين في مسيرة الثورة التحريرية عسكريا و تنظيما مدنيا هلا اتعضنا ؟؟أقول.

  تعجبت كثيرا لاستمرار هذه الفتنة العارمة بينكم لمدة شهور و بقيت أسائل نفسي و بكل امتعاض.

لماذا هذا الغياب الشبه الكامل و في أبعد معانيه إلا من رحم ربك:

   - للمساجد و آذانها خمس مرات في اليوم ؟ و ما تأثير صيام شهر رمضان المعظم حيث أن الغاية منه      { لعلكم تتقون} من الآية 183 سورة البقرة؟

   - الأحزاب السياسية و الجمعيات بمختلف أنواعها و التي تعد بالمئات و كذا الإتحادات؟

  -الهيئات العرفية دينية و اجتماعية و ثقافية على مستوى كل الأعراش على مختلف مهامها و ميادين عملها و هي محترمة من طرف السلطة مانحة لها كل الصلاحيات؟

  أين هم نواب البرلمان كمجموعة ممتازة و مريحة جدا في أجورها و علاواتها بالنسبة للحاليين و بتقاعد ممتاز أيضا بالنسبة للمنتهية عضويتهم -و أنا منهم- و هم إطارات سامية إحتياطية؟

  أين هم المجاهدون- و أنا منهم- كتنظيم راع لمكتسبات الثورة فهم الإمتداد و الوارث الشرعي للشهداء في التضحية و الفداء؟

 

أنا شهيد عند ربي حي أرزق جئتم لتزوروني أقول:

  هذه رسالتي أسديها إليكم  بكل إخلاص فأريحوني في قبري الرمز أو جثتي الهائمة في الجبال و الوديان تنهشها الكلاب والذئاب, تنبشها النسور و الغربان و تعبث بها العقارب والديدان و الأفاعي كل ذالك لتعيشوا كرماء أعزاء في وطنكم ودينكم و شرفكم و محبتكم.

  ارحموني يرحمكم الله و أتمنى من صميم قلبي أن تسترجعوا روح الوفاء و شيم الإخاء و نبل الصفاء و الصدق في علاقاتكم و أنتم تعلمون أننا نسجنا لكم ذالك بخيوط دمائنا و عرقنا و رحيقنا و دموع أراملنا و أبنائنا حافظو على وحدتكم و جزائركم التي شيدناها لكم بجماجمنا و عظامنا.

  و الآن أقول لك سيادة الوالي المحترم إن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزعه بالقرآن لقد حجمتم كثيرا عما لكم من صلاحيات كاملة في فعله للردع و إيقاف هذه الفتنة متكلا في ذالك على إمكانية التعقل و على ما ألف الله بين قلوب المتساكنين.

 

أنا شهيد عند ربي حي أرزق جئتم لتزوروني أقول:

  أخيرا إكرامي لكم يتلخص و بكل آمال و صدق أن تكون زيارتكم المقبلة احتفالا بالذكرى 60 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة غرة نوفمبر 2014 قد نابذتم الفتنة و تصالحتم و تناصفتم و تآخيتم و قد حاربتم شياطين الإنس والجن و و نزغهم بينكم  فيتم لكم التعاون على البر و التقوى محافظين على العهد و المكتسبات الغالية و الثمينة جدا, و توجهتم للبناء والتشييد تحت رعاية الله , يؤطركم أولو الأمر منكم و تحف بكم مصالح الأمن بمختلف أسلاكها أمنية و عسكرية التي نحييها بالمناسبة و أنتم تشاهدون مرابطتهم طيلة هذه الفتنة العارمة متحملين من أجل أمنكم أحوال الطقس المختلفة خاصة الحرارة المرتفعة جدا و طول النهار و هم صائمون و أصيب الكثير منهم بعاهات مختلفة أثناء أداء مهامهم الشريفة.

  أموال طائلة صرفت يا ليتها توجهت إلى ميدان التنمية التي توقفت و تعطلت إلى جانب النشاطات التجارية و العلمية والأسواق خوف في الطرقات و هجران للبيوت و الديارو البساتين و المحلات التجارية و غيرها.

 

و يقول الشهيد لنا أخيرا :

  أليس ذالك مما كسبت أيديكم ؟ استعدو لدخول إجتماعي هادئ كل في مكان عمله و مقعده الدراسي إياكم و إياكم تعميق الهوة إن بقي لها عمق و استرجعوا هويتكم من الأخوة و الصفاء في الدين والوطن.   

   توبوا إلى رشدكم حتى يصح لنا أن نقول عاشت الجزائر وشعب الجزائر الرمز

  عاش الصفاء و الأخوة و الإنصاف و الإحترام و رد المظالم.

   المجد و الخلود لزملائي الشهداء الذين نصحوكم بهذا التدخل و النصح أغلى ما يباع و يوهب.

 

   و إلى اللقاء في الذكرى 60 لاندلاع الثورة التحريرية غرة نوفمبر 2014 لأجدكم في أحسن حال.   و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

 ملاحظة:

ألقيت صبيحة يوم  20/08/2014 عند مقبرة الشهداء بغرداية من طرف المجاهد حني بكير بن موسى      

إضافة تعليق