أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - وسائط إعلامية - مقالات مكتوبة - بطولة تنفرد وطنيا وعربيا بالانضباط والحرص على حفظ القرآن

مقالات مكتوبة

الإثنين 26 جانفي 2009

بطولة تنفرد وطنيا وعربيا بالانضباط والحرص على حفظ القرآن

سمير مخربش

بطولة بني ميزاب لكرة القدم

الشروق ترصد منافسة بني ميزاب لكرة القدم التي زكاها بلومي

 

انطلقت بالشرق الجزائري بطولة بني ميزاب لكرة القدم التي تعد منافسة فريدة من نوعها في الجزائر وفي الوطن العربي، حيث يركز منظموها على التربية والأخلاق الحميدة، بخلق جو تنافسي بين 17 فريقا تلعب من أجل لقب البطولة، لكن الأولوية في التنافس للمعاني الإيمانية وحفظ القرآن ونشر الوعي الديني وسط الشباب.

 هذه البطولة الفريدة من نوعها ترصدتها الشروق اليومي من خلال التقرب من مسؤولي نادي الشباب الرياضي الرستمي بالعلمة، وعلى رأسهم رئيس النادي نصر الدين حاج موسى، منظم هذه البطولة والمشرف عليها بكل ولايات الشرق الجزائري. فإذا كانت هذه البطولة تشبه من حيث التنظيم بطولات الرابطة الوطنية لكرة القدم، فإن وجه الاختلاف يكمن في التركيز على المعاني الايمانية والاخلاق وحفظ القرآن الكريم. وحسب حاج موسى، فإن هذه البطولة دخلت موسمها الثاني بعد موسم ناجح السنة الماضية، وهي تهدف بالدرجة الأولى الى نشر الوعي وسط الشباب والحث على تقوى الله في كل الاعمال وإلزام اللاعبين وكل المشاركين في البطولة على التحلي بالانضباط والروح الاخوية، مع الحرص على حفظ القرآن الكريم والالتزام بالزي الاسلامي. وأما فيما يخص المنافسة، فإنها تضم في الوقت الحالي 17 فريقا عبر ولايات الشرق، وتمثل كلا من العلمة، سطيف، قسنطينة، سكيكدة، عنابة، باتنة، بريكة وغيرها من المدن. وقد انطلقت البطولة مع مطلع شهر جانفي الحالي، على أن تستمر الى غاية شهر جويلية المقبل، وتتخللها مرحلة للذهاب وأخرى للإياب، مع خضوعها لنفس قوانين الفيفا، لكن بإضافة ضوابط تتعلق بالاخلاق والالتزام بتعاليم الدين الاسلامي.

 الاحترازات تكون بعدم حفظ سورة من القرآن

ومن خلال ما تابعناه في هذه البطولة، فإن كل المقابلات تلعب بعد صلاة الصبح، وهو ما يعني التزام كل اللاعبين بأداء صلاة الصبح جماعة، كما يجري الاتفاق مسبقا على حفظ سورة من القرآن، وقبل انطلاق المقابلة من حق قائد الفريق ان يختار اي لاعب من الفريق الخصم ويطلب منه عرض هذه السورة، وفي حالة عدم عرضها يتم تسجيل احترازات ضد الفريق، تعد بمثابة إنذار، واذا تكررت العملية ثلاث مرات اثناء البطولة يتم خصم نقطة من حصيلة الفريق في الترتيب، مما يعني ان البطاقات الصفراء لا تعطى فقط فوق ارضية الميدان، بل توجه الى الفريق بسبب عدم حفظ السورة المتفق عليها مسبقا، وهو الأمر الذي قد يكلفه تضييع عدة نقاط. كما أن كل فريق مطالب بختم القرآن في ظرف أقل من شهر. واما الشرط الأساسي للانضمام الى الفريق، فهو ان يحفظ اللاعب على الأقل من سورة الشمس الى سورة الناس، ويحاسب على ذلك في كل مرة، وفي حالة تمكن اللاعب من حفظ 60 حزبا ينال الجائزة الكبرى المتمثلة في عمرة الى البقاع المقدسة مدفوعة التكاليف.

 الحكام ملزمون بالقسم على المصحف

كل شيء مضبوط في هذه البطولة، والتعامل بين اللاعبين والمسيرين يميزه الاحترام المتبادل بين الطرفين، حيث يصبح رئيس الفريق بمثابة الولي الذي يرعى شؤون اللاعب، فيحفزه على الدراسة ان كان طالبا ويساعده على العثور على عمل ان كان بطالا. وأما فيما يخص التحكيم، فإن المهمة توكل الى حكام رسميين، ويشترط على الحكم قبل كل لقاء أن يقسم على المصحف بأن يكون عادلا ولا يتحيز لأي فريق، كما ان افتتاح المقابلات تسبقه دائما قراءة جماعية لسورة الفاتحة، وهو الجو الذي عايشناه بملعب الشهيد حارش بالعلمة عند متابعة لقاء فريق الشباب الرياضي الرستمي لمدينة العلمة ضد فريق الفجر الأولمبي القسنطيني، والذي انتهى بفوز الفريق المحلي وسط اجواء اخوية وروح رياضية لم تعهدها مقابلات البطولة الوطنية.

 لا مكان لتارك الصلاة في هذه البطولة وبلومي يزكي المنافسة

 بتصفح القانون الداخلي للشباب الرياضي الرستمي بالعلمة، نجد أن الالتزام والانضباط هما السمتان الاساسيتان لكل المنضوين تحت هذه البطولة، ويتعلق الامر بالدرجة الاولى بالصلاة التي أعطيت لها أهمية كبرى وأدرجت  في المادة الاولى بعبارة صارمة جاء فيها : "لا يحق لأي عضو للفريق، مسيرا كان أم لاعبا، أن يكون تاركا للصلاة، ومخالفة هذه المادة يعني الطرد النهائي". كما يلزم كل لاعب بقراءة ورد من القرآن في نهاية كل أسبوع، ويمنع على كل لاعب أو مسير نشر الغيبة والنميمة، ولا يحق له الاحتجاج على قرارات المدرب أو مساعده. وأما التدخين أو استعمال الشمة، فذلك من الأمور الممنوعة منعا باتا، سواء داخل الملعب أو خارجه، ومخالفة هذه المادة يكلف صاحبها غرامة مالية قدرها 3000 دج كإنذار أول، وإذا كرر هذا العمل يتعرض للطرد النهائي. والجدير بالذكر أن اللاعب الكبير لخضر بلومي كان من أبرز الشخصيات الرياضية التي زكت هذه البطولة بتسجيل حضوره في افتتاح الموسم الماضي، حيث شارك في مقابلة شرفية بملعب حارش عمار بالعلمة، وقال حينها انه لم يسبق له في حياته الكروية أن لعب مقابلة بعد صلاة الصبح مباشرة. كما ابدى اعجابه الكبير بحسن التنظيم الذي أشرف عليه بنو ميزاب بقيادة الحاج موسى نصر الدين.

 

الرابط: http://www.echoroukonline.com/ara/?news=32083?print

المصدر جريدة الشروق

 

إضافة تعليق