أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - كلمة جنازة الشهيد الحاج سعيد خالد بن عيسى

أحداث ومحطات

السبت 25 جانفي 2014

كلمة جنازة الشهيد الحاج سعيد خالد بن عيسى

د. مصطفى بن صالح باجو

بسم الله الرحمن الرحيم

 " تَبَارَكَ الذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىا كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1) الذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمُ أَيُّكُمُ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" الملك: ١ – ٢

لا إله إلا هو ، له الحمد وحده على كل حال. وله الحكم في الأولى ويوم تزول الجبال. الكبير المتعال،  العزيز الجبار شديد المحال.

لا يحمد على مكروه سواه، وهو يجيب المضطر إذا دعاه.

كتب لكل بداية نهاية، وجعل لهذا الخلق غاية، وتنزّه عن العبث والجور، وهو العليم الخبير، له الأمر وبيده الخير، وإليه المصير، وهو الصادق في كتابه العزيز: " مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الاَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَالِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" الحديد: ٢٢

 سبحانه وحده، له الملك والملكوت، وله العزة والجبروت،  وهو حيّ قيوم دائم لا يموت.

آمنَّا به ربًّا عليما حكيما، وإلها قادرا عظيما، خلق كل شيء فقدَّره تقديرا، وتوعّد الظالمين جهنم وساءت مصيرا، وطمأن المظلومين بمصير من عتوا في الأرض وعاثوا فيها فسادا كبيرا: "وَلاَ تَحْسِبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُوَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الاَبْصَارُ(42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ"إبراهيم: ٤٢ - ٤٣

 ويا ويلهم يومئذ من أليم العذاب: " وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الاَصْفَادِ(49) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىا وُجُوهَهُمُ النَّارُ(50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتِ اِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ "  إبراهيم: ٤٩ - ٥١

وأصلي وأسلم على أفضل من ذكر الله وشكر، وأجلّ من ابتُلي فصبر، اصطفاه الله نبيا ورحمة للعالمين، وناله صنوف البلاء المبين، فكان إماما في الصبر واليقين، والاعتصام برب العالمين. وسراجا للسالكين إذا أظلمت الدروب وتوالت الخطوب.

اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين.

*****

 أيتها الشهود الوافدة والجموع الحاشدة، في هذا المنظر المهيب والموقف الرهيب، سلام الله عليكم ينزل رحمات على قلوبكم يخفف عنها لوعة المصاب، ويسلّيها بالإيمان بقدر الله الآخذ الوهّاب، فلله ما أعطى ولله ما أخذ، وإنا بقضاء الله مؤمنون وبما أوصانا مستمسكون:  " يَآ أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُّقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتُم بَلَ اَحْيَآءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ(154) وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الاَمْوَالِ وَالانفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155) الذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للهِ وَإنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "البقرة: ١٥٣ – ١٥٦.

 

أيها الملأ الكريم؛

هكذا شاءت إرادة الله أن نجتمع في هذا المقام، بعد مضي ثلاثة أيام، لنزفّ إلى جنة الخلد شهيدا جديدا من أبنائنا، ونشهد فصلا مشهودا من مصابنا في  فلذاتنا. فماذا عسانا نقول وهول الفاجعة قد عقد اللسان، وأخرس أهل البيان؟.

يا خالد العزة ومثلا للتضحية والفداء، ورمزا للشهامة والإباء، حين غدرت بك أيد لئيمة شلاّء، فنزلت عليك في جنون وحقد دفين، وأنت تسعى لإنقاذ الأطفال والنساء، وتدفع عن شرف المستضعفين الأبرياء، فما استسْلَمْت حتى تكالبت عليك اللكمات والركلات، فأنهكتك وغبت عن عالم الوعي، وقضيت في غيبوبتك خمسة أيام شداد، ثم أسلمت الروح لرب العباد، ومضيت مكرما بوسام الاستشهاد. فهنيئا لك الشهادة في جنة الخالدين، وهنيئا لك الشرف بين صادقي المجاهدين.

" وَلاَ تَحْسِبَنَّ الذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاَم بَلَ اَحْيَآءٌ عِندَ رَبـِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمُ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ "آل عمران: ١٦٩ - ١٧٠

فاللهم إنا نسألك وأنت صاحب الفضل والرحمات، ونستمطرك لشهيدنا مغفرة واسعة في روض الجنات، مع أوليائك وعبادك الصالحين والصالحات.

ونضرع إليك وأنت القوي القاهر، أن تنتقم ممن استباح حرمة دمه الطاهر، وتشل يد كل غادر متآمر، تعاون على العدوان عليه في الخفاء أو في الظاهر، وترينا في هؤلاء الجناة المجرمين، آيات قدرتك في الظالمين، وتجعلهم عبرة للعالمين، بقدرتك وعدلك يا رب العالمين.

 إخواني الأعزاء، لقد جرت سيرة سلفنا الصالح في مثل هذه النوازل أن يؤوبوا إلى الله مستغفرين، ويتبرؤوا من هذه المظالم منكرين، فرددوا معي رحمكم الله أجمعين: ننهى عن المنكر، ننهى عن المنكر، ننهى عن المنكر.

ربنا إنا نسألك ضارعين أن ترينا في هؤلاء المعتدين عجائب قدرتك يا قوي يا عزيز، ياناصر المظلومين.  فما لنا سواك ناصر ولا سند ولا معين، يا أرحم الراحمين.

 *****

 

وإليكم أيها الحضور الكريم تعريفًا بشهيدنا رحمه الله، فهو حاج سعيد خالد بن عيسى بن صالح، أبصر نور الحياة بغرداية يوم 16 أكتوبر 1978م، يشتغل في الأعمال الحرة.

 متزوج وأب لابنين، عمر الأول  خمس سنين، وعمر الأصغر عام وأربعة أشهر.

هو آخر العنقود بين إخوانه، وكان برًّا بوالديه، وحظي بدعوات خيرهما، ورضى الله في رضائهما.

 شهد له معاشروه أنه كان حريصا على فعل الخير، والإسهام في سبيل الصالح العام، أبلى في الدفاع عن المساكن والحرمات بلاء حسنا، وكان مثالا في التعقل وترشيد الشباب، وضبط حماسهم برصانة واعتدال. وشاءت إرادة الله أن يرزقه الشهادة وهو في الرباط يسعى لإنقاذ الضعفاء من عدوان الظالمين، فمنحوه شهادة خلدته في العالمين، ووصمتهم بالعار إلى يوم الدين. 

فاعتبروا أيها السامعون الفضلاء، واللهم  إنا نسألك خواتم الصالحين والشهداء.

 بالأمس مضى أخوك الشيخُ شهيدَ الوطن الكبير، كان ذلك يوم 26 جويلية سنة 1996، في ليل الإرهاب البهيم، الذي خيم على الجزائر أزيد من عشر سنين، واليوم تختطفك أنياب هذه الفتنة العمياء، فتنة زلزلت الوطن الصغير، وهي ترسل نذرها بشر مستطير، فإلى الله ملاذنا وبحبل الله اعتصامنا أن يقينا من شرور الفتن، ومن كيد شياطينها الماردين، إنه لطيف رحيم.

 يا أمه الصابرة المحتسبة المؤمنة، وما فتئ اختطاف ابنها الأول يهد قلبها منذ سبعة عشر سنة، ثم جاء الغدر بهذه الزهرة الناضرة، ويا زوجه المفجوعة الطاهرة، ويا إخوانه وبراعمه وأحبابه من الأقارب والجيران، اصبروا فموعد الصابرين جنة ورضوان، ومآل الغادرين عذاب وويل ووهوان.

 شهيدنا الخالد، نم قرير العين فقد كنت المعلم والقائد، حين ضربت للشباب المثل الرائد في الدفاع الشريف عن الأرض والعرض، وعلمته أن يستميت إلى آخر قطرة من دمه، دون أن تلطخ يده بظلم أو اعتداء، وكنت صوت العقل الراجح تنادي في الشباب، ألا فاحذروا الاستفزاز والاعتداء والسباب، ولا يحملنكم الباغي أن تتجاوزوا حدود الله، أو تنتهكوا ما حرم الله.

وشاء الله أن تكون أنت ضحية الاعتداء الهمجي الغادر، عدوان حاقد سافر،  لم يَرْعَ دينًا ولا حُرمةً ولا جوارا، ولم يخش ربّا منتقما جبارا، فياويل أصحابه من وعيد الجبار، وخلودٍ في جهنم وبئس القرار:" وَمَنْ يَّقْتُلْ مُومِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " النساء: ٩٣

  فاللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، يا قادر ياقهار.

اللهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك يامنتقم يا جبار.

حسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل.

 *****

 

شبابنا الواعد وجيلنا الصاعد، ودرع الأمة وقلبها والسواعد، هذا خالدٌ بينكم شهيدٌ وشاهد.

أنتم مَن ضربتم المثل في التضحية والفداء، وهجرتم الراحة والمتعة والاسترخاء، وكنتم حماة الحمى عند اشتداد البلاء، فلكم بإذن الله فضل المجاهدين والشهداء، ما استمسكتم بتعاليم شريعتنا السمحاء، وسيرة سلفنا الأتقياء، استقامة على الهدى، واجتنابا للاعتدا، وتورعا عن نيل الأبرياء، مهما كان الظلم صارخا  والجراح عميقة فائرة، والمؤامرة مفضوحة سافرة.

 الفرد منكم في الرعية أمة         والجمع منكم في الشدائد واحد

ولكل حرّ موقع فإذا دعا                  للنصــــر داع فالجميع مجاهد

أبناءنا وشبابنا أنتم الحصون من كل مغامر، وأنتم المرصاد لكل معتد ومتآمر، ولكن دون تجاوز للحدود، أو مخالفة لشرع الله العزيز الحميد. فحافظوا بكل غيرة وإصرار شديد، على نصاعة تاريخ أمتكم المجيد. فما أروع أن يتمسك الأحفاد بسيرة الأجداد، وبخاصة في طهارة أيديهم من الدماء والإفساد.

إن أولياء الشهيد بأسرهم ينحنون إجلالا لمواقفكم المشهودة وغيرتكم الشديدة، ويرفعون إلى الله أكف الضراعة أن يجزيكم على هذا الإخلاص والتعاطف مع شهيدنا خير ما يجزي المخلصين والأوفياء، وهم سائرون بعون الله بحزم وإصرار، في متابعة الجناة مع الجهات المسؤولة؛ حتى ينكشف أمرهم في وضح النهار، وينالون جزاءهم قصاصا وعدلا كما قرره شرع الله والقضاء.

" وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِـيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَـتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا " الإسراء: ٣٣

ورجاء هؤلاء الأولياء منكم شبابنا الأعزاء، أن تعينوهم بضبط النفس وتحكيم الروية، وعدم الاندفاع بمنطق الثأر والحمية، فإن دين الله الذي نؤمن به ونذعن له لزاما، قد جعل حق القصاص لولي القتيل وحده، ومن نازعه فيه كان ظالما، وكان فعله حراما.

فالحذرَ الحذرَ أن يستفزكم نازغ أو يجرّكم داع إلى انتقام، فينفلت الزمام، ونقع في ما حرم الإسلام من اعتداء أو انتهاك للحرمات، فنكون مع الجاني سواء، ونفقد معية الله،  ونحرم إجابة الدعاء.

فلنتق الله في السراء والضراء، ولنلزم حدوده إن كنا بالله مؤمنين، ولحسابه منتظرين. فإن لنا في كتاب ربنا نورا يهدينا إذا أظلمت المسالك، وفي سيرة نبينا وسلف أئتمنا قدوةً ودليلا يحمينا من المهالك.

واستذكروا أبدا، أن عقاب الله لن يفلت أحدا "ويا قاتَلْ الرُّوحْ وِينْ تْرُوحْ"، فيوم الفضيحة آت بأليم النكال، لتغدو فيه أيها الجاني عبرة لكل غدار مغتَال.

واستحضروا أيها المعتبرون، وأنتم في هذا المكان الحاشر أهوال الحشر وما فيه من الشدائد، وتذكروا عذاب السعير وألوان الهوان، لمن بغى في الأرض وسعى فيها بالظلم والطغيان، يوم لا ينفع مال و لا شفاعة ولا "معرفة" ولا "نيشان".

 *****

 

أيها الشباب المقبلون على الحياة، وكلكم أمل وطموح واندفاع، بادروا إلى الطاعات بالإسراع، وعجلوا في المعاصي بالإقلاع، فهذا خالد يينكم يعلنها: الوداع الوداع.

ليكُنْ لكم منه ذكرى ومعتبَر، فقد اختضرته المنية في زهرة العمُر، وما ندري دورُ مَن بَعدَه على الأثَر.

والْهَجُوا إلى واسع الرحمة وقلوبكم ضارعة، أن يتغمد شهيدنا برحمته الواسعة، ويخلف على زوجه وولديه الصغيرين، من يعطف عليهم ويمسح عنهم دمعة اليتيم، ويوسعهم عناية ورعاية، وحنانا واحتضانا.

وإنا لموقنون أن إخوان الشهيد على عهد أبيهم رحمه الله ماضون، سعيا في ابتدار المكارم، كفالةً ورعاية لهؤلاء البراعم، بها يفوزون بدعوات الخير  من أبيهم في السابقين، ومن أمهم الصابرة في الباقين.

وإنه لعمل نبيل وجهاد عظيم، فبشراك يا كافلَ اليتيم، بجوار الحبيب في جنات النعيم.

  *****

 

اللهم ثبتنا في محنتنا،  وآجرنا في مصابنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، وأجرنا من خزي الدنيا ومن العذاب المقيم، يا أرحم الراحمين.

اللهم يا ناصر المظلومين، ويا مجيب دعاء المضطرين، اللهم افضح هؤلاء القتلة المجرمين، وأرسل عليهم طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجّيل، واجعل مصيرهم عبرة تشفي بها صدور قوم مؤمنين، يا عزيز ياجبار، يا أرحم الراحمين.  

اللهم احفظ أوطاننا، واشدد أزر شبابنا الغيورين، ورجالنا المخلصين، واجمع كلمتنا على الحق المبين، واغفر لنا ذنوبنا أجمعين، ربنا إنا تبنا إليك فلا تجعلنا من القانطين.

اللهم فأنعم على فقيدنا برضوانك في جنات ونهر،  مع الذين أنعمت عليهم  من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 *****

 

تعازينا جميعا لوالدته الصابرة، وأهله وأبنائه وإخوانه وأعمامه، وأصهاره وسائر الأقربين.

ختاما، أطمئنكم إخوتنا الأعزاء أن صلاتكم وحضوركم مشاركة كافية في تعزية أهل الفقيد، وإنهم يتقبلون منكم ذلك، ولا داعي لإحراجكم بالتعزية الخاصة، جعل الله شهودكم شهادة لفقيدنا عند الله، وثقلا في ميزان حسناتنا يوم نلقاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*****

 

وكتبه مصطفى بن صالح  باجو

صباح السبت 23 ربيع الأول 1435هـ يوافقه 25 يناير 2014م

بمقبرة الشيخ بابا السعد.

 

إضافة تعليق