أحداث ومحطات

الإثنين 10 نوفمبر 2014

كلمة رئيس الملتقى

د. يحيى بن صالح بن يحي

الجــــلسة الافتتاحية : ملتقى العلامة امحمد بن يوسف اطفيش الجزائري - قطب الأيمة

الحمد لله القائل في محكم تـنزيله: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة:11]، والصلاة والسلام على أشرف رسله، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته أجمعين،

وبعد:
السيدات والسادة الحضور الكرام، أساتذة وباحثين ومسؤولين وطلبة...
ضيوفنا الأعزّاء القادمين من مُختلِف البلدان والجامعات ومراكز البحث، الوطنية والعربية والعالمية... يا من تجشَّمتم عناء السفر وقطعتم المسافات البعيدة وتركتم أوطانكم وأهاليكم، لا لشيء إلاّ لتسهموا معنا مشكورين مأجورين في إنجاح هذا الملتقى وصناعة هذا الحدث العلمي الهام. فشكرا لكم جميعا على ما أزديتموه لنا من فضل سيبقى ذكره خالدا في أذهاننا ما دُمنا على قيد الحياة.
فأهلا وسهلا ومرحبا بكم سادتي... في رحاب جامعتنا، وبين أحضان كلية الآداب واللغات، أساتذة وطلبة وموظفين وعُمالا، وأهلا بكم كذلك ضيوفا كراما في حاضرة غرداية (تغردايت) المضيافة وسهل وادي مزاب الرحب، بقصوره الألفية العتيقة وواحاتها الغناء، آملين لكم مقاما طيبا بيننا.
أيتها السيدات الفضليات، والسادة الأكارم، أنتم أصحاب الفضل علينا بحضوركم المكثّف هذا، وإصراركم على القدوم إلى غرداية والمشاركة في هذا الملتقى على الرغم ما سمعتموه وتسمعونه من أحداث الطيش والشغب لبعض الخارجين عن القانون، والذين يُحاولون عبثاً تعكير صفو مدينتنا وعرقلة سبيل الخيرين فيها، غافلين عن قوله تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ [إبراهيم:42]. فما عسانا أن نقول لكم معبّرين عن بالغ سرورنا بمشاركتكم معنا، غير الدعاء لكم بالقبول وحسن الثواب، فبارك الله فيكم وأيدكم ونفع الخلق بعلمكم ما حييتم.
ضيوفنا الأعزاء... إنّ فكرة هذا الملتقى الدولي الثاني نابعة من توصيات الملتقى الوطني الأول للكلية المنعقد في 25-26 أكتوبر 2011م، والذي تناول شخصية العلامة الشيخ اطفيش محمد بن يوسف "قطب الأيمة" في جانبها التعريفي والاستطلاعي، ليأتي ملتقاكم هذا من أجل المزيد من العناية بتراث هذا الرجل العلامة والتعمق في دراسة فكره وامتداداته العلمية سواء في الجزائر أم في العالم...
ذلك أنّ العناية بعلمائنا ومدارسة موروثهم العلمي إنّما يدخل ضمن غاية أسمى وهدف أعظم ألا وهو العناية بتراث هذه الأمّة وخدمته، والحفاظ على ثقافتها وتنميتها من أجل تأمين مستقبل الأجيال القادمة وتحقيق الأمن الاجتماعي الشامل، فضلا عما يعود من جراء ذلك بالنفع والفائدة العلمية على طلبتنا وباحثينا، خاصة ونحن نعيش عصر مجتمع المعرفة، حيث واجب: «المعرفة والتعارف والاعتراف»، كما يقول الشيخ علي يحيى معمّر.
أمّا العناية بالشيخ اطفيش تحديدا، فإنّما تدخل في صميم ما تهدف إليه الجامعة الجزائرية من الانفتاح على المحيط واستثماره وتنميته في إطار التنمية الاجتماعية الشاملة، لأنّه من غير المعقول أن يظل عالم مثل الشيخ اطفيش القطب في عداد المغمورين في نظر الخاصة فضلا عن العامة، وهو من هو في علمه وشخصيته. إذ لا معنى لوجود جامعة في هذه المنطقة على سبيل المثال إذا كانت لا تعني بتراث علمائها وتنميته والحفاظ عليه.

ومن هنا فقد تعدّدت إشكاليات الملتقى، من خلال تعدد محاوره، وهذا ما جعل مشاركاتكم متنوّعة وكثيرة، حيث بلغت أزيد من ثمانين مشاركة في البدء، لولا أنّ شرط إرسال البحوث كاملة قد قلّص هذا العدد إلى أربعين مداخلة أو يزيد مستوفية أغلب محاور الملتقى، وهو ما نحسبه من تباشير النجاح للملتقى، واختبارا موفقا لجديته وعمق أطروحاته.
فهنيئا لكم سيداتي وسادتي على هذا الإنجاز العلمي الكبير الذي أنتم صنّاعه، بحضوركم المكثف من جهة، ومشاركتكم الإيجابية من جهة ثانية، في انتظار ما ستسفر عنه الجلسات العلمية للملتقى من نتائج وتوصيات تكون دافعا للباحثين في المستقبل إلى المزيد من التنقيب والبحث، في هذا المجال وغيره.

وأخيرا، لابد أن أتقدّم باسمكم جميعا بأسمى عبارات الشكر والتقدير إلى كل من أسهم في إنجاح هذا الملتقى سواء بالمشاركة في التنظيم أو بالمشاركة العلمية، وأذكر بالخصوص ضيوف الجزائر من كل من عمان وتونس والعراق والإمارات والأردن ونيجيريا وألمانيا ...إلخ، وكذا ضيوفنا من داخل الوطن والذين يمثلون أكثر من عشرين جامعة، كما أخص بالذكر أيضا مخبر الجنوب الجزائري في التاريخ والحضارة الإسلامية الذي أسهم من الناحية العلمية في إنجاح هذا الملتقى، دون أن أنسى المؤسّسات والأفراد الذين أسهموا بالرعاية المادية لفعاليات الملتقى.
فشكرا مُجددا للجميع ...

وفقكم الله وسدّد خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د. يحيى بن صالح بن يحي

الاثنين 17 محرم 1436هـ/ 10 نوفمبر 2014

ربورتاج حول الملتقى الدولي الثاني الشيخ اطفيش (قطب الأئمة) 

إضافة تعليق