أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - إصدارات - من خطب الأعياد
إن كثيرا من خطباء المنابر في الأعياد يعمدون إلى أسلوب الاجترار ويعوزهم الوقوف على مواطن الاعتبار والأذكار.
فخطبة العيد مناسبة وحيدة في السنة على الخطيب أن يستوحي لها ما استجد من المواضيع, ويستلهم فيها ما تميز من أحداث العيد كما يتسابق الناس للبس الجديد وأكل القديد وترك القديم.
تلكم خصائص هذه الصفحات التي سطرها يراع الشيخ حمو بن عمر فخار, يأخذك بخطبته إلى أغوار التاريخ فيقف على محطاته الخالدة فتعجب كل العجب إذ تجد نفسك في كل عيد أمام خطيب فريد يكشف لك عن حكم العيد مالا عهد لك به وكأنك تولد للدنيا من جديد.
غدت خطبه عيدا في عيد يستجلي لنا فيه كيف تأهل إبراهيم عليه السلام لتلك المقامات العلية, فاتخذه الله دون العالمين خليلا, ويستوقفنا مع إيمانه الذي دفعه إلى الفداء, وبعثه على الإخلاص والوفاء مقارنة بإيماننا الهزيل.
ويستلهم من استسلام الأب والابن لأمر الله المبالغة في الرضا بما قسمه الله لما بلغ الولد مع الأب السعي دون اللهث وراء الدنيا.
وهذا لا يعني الاستكانة بحجة الاستسلام للأقدار, واعتبار الإنسان ريشة في مهب الرياح, بل يدعو الشباب إلى الطموح الإقدام, وشغل المناصب القيادية, لدرئ الفساد وعدم ترك الفراغ لأهل الشر يمرحون ويسرحون بذريعة القضاء والقدر أو التواكل...